نكابر الخوف ونغمض أعيننا بشدة ونردد في داخلنا أشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمد رسول الله هذا كل ما نستطيع فعله عند سماع الانفجارات وقصف الطائرات القريب جدا منا، كل فرد يحاول أن يبدي عكس ما يشعر نرسم على شفاهنا البسمة وتعابير القلق والارتباك ظاهرة أكبر بكثير من ابتسامة مزيفة ، نتحدث حتى نتناسى أصوات الموت التي قد تصيبنا في اي لحظة ولكن رجفة الصوت تخذلنا، أما انتباه السمع فهو مشتت بين صوت قلب خائف مضطرب وآخر لانفجار مرغب. شعور سئمناه بكل ما تعنيه الكلمة’ تحالف طال امده وحرب قذرة أبت أن لا تنتهي وشعور بالموت البطيء هذا ما نعانيه منذ احد عشر شهر لم نعد نمتلك ذرة أمل بحل لهذه الحرب فكل المؤشرات تدل على الأسواء ،أطفال فقدوا طفولتهم وعوضا عن ذلك حملوا السلاح وصاروا أكبر من عمرهم بعشرات المرات، آباء طردوا من أعمالهم بظل الوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد ،وأمهات لم يعدن يعرفن معنى الراحة خوفا على فلذات اكبادهن أما من الانضمام للمقاومة أو الالتحاق بمليشيات الحوثي وصالح فكلا الطريقان مؤديان إلى الموت واحقر من ذلك من يتاجر في الحروب و يترنح أمام الشاشات ووسائل الإعلام معلنا عكس ما يعمل معلنا استعداده لخوض حرب ل احد عشر عاما قادما لا اعرف باي حق يتحدث هل يتحدث باسم ام لها طفلة تعاني من سرطان في النخاع ولم تستطع توفير الدواء لابنتها لعدم توفر المبلغ المطلوب لعلاجها ولا يوجد لديها سوء الدعاء لها، ام يتحدث باسم… ابن يتيم فقد والده بحرب ليس له فيها ناقة ولا جمل سوء انه هدد إذا لم يذهب للجهاد فسيتم قطع راتبه، ام يتحدث باسم طالب يسعى لأن يكون مهندس في المستقبل ولكن الحرب اجبرته على ترك المدرسة والعمل على غسل السيارات لتوفير قوت لأسرته.
لا أعلم باي حق يتحدث وفي قلب كل مواطن مغلوب على أمره وجع لا تستطيع الأيام مسحه جراء ما عانه من حرب اكلت الأخضر واليابس كلنا ننتظر متى تنتهي علنا نسعد بلحظات تنسينا مرارة ما عشناه من ألم وخوف ورعب وارهاق للأعصاب لكن رجل كهل يأتي ليقول مالا يحق له أن يقال.